الحركة الوطنية الفلسطينية 1935-1936م

الحركة الوطنية الفلسطينية
الحركة الوطنية الفلسطينية
حين أخذت فلسطين طابعها القُطري تحت الانتداب البريطاني برز تنافس اختلطت داخله التمايزات السياسية بالتدافع القبلي العائلي بالنزعات الزعامية بين معسكري آل الحسيني وآل النشاشيبي، هنالك اكتسب "الحسينيون" وعميدهم المفتي محمد أمين الحسيني مكانة الأكثرية أو السلطة بالمعنى المعاصر.
فيما عرف "النشاشيبيون" بالأقلية أو المعارضة، وقد تبلور ذلك الخلاف متخذًا هيئته السياسية في نشوء حزبين كبيرين: الحزب العربي لآل الحسيني ومن والاهم، وحزب الدفاع الوطني لآل النشاشيبي ومناصريهم,وتعامدت العوامل المغذية للتعارض بين المعسكرين مع خلاف واضح بينها في مقاربة القضية الوطنية وكيفية التعاطي مع الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية، حيث وصف الحسينيون بالتشدد والصدامية، فيما عرف عن النشاشيبيين الميل للمساومة والحلول الوسط,وشكل الوجهاء أصدقاء بريطانيا حزب الدفاع الوطني (راغب النشاشيبي) وقدمت عائلة الحسيني رؤيتها الوسطية الوطنية ضمن الحزب الوطني الفلسطيني (جمال الحسيني) ومباركة المفتي (الحاج أمين) وكان الحزب مزيجًا من الأحلام القومية وآمال الاستقلال الوطني وشيئًا من الحس الإسلامي.. ولكن جميع تلك الاتجاهات لم تكن قادرة _نظرًا لانتمائها إلى المواقع الفكرية اللاإسلامية_ على تحديد جوهر الصراع وللتقدم نحو حسمه وكان لابد للجماهير بحسها الإسلامي وبوعيها التاريخي أن تقدم رؤيتها ومنهجها فكانت حركة عز الدين القسام، ويستمر الصراع في تصاعده بين الجماهير من جهة وبريطانيا والحركة الصهيونية من جهة أخرى بينما قيادات الوجهاء ما تزال تتسلق أكتاف حركة الجماهير كزعماء رسمية لها، وعندما تفجر الصراع بشكل شامل وعنيف سنة 1936 تشكلت قيادة الثورة من (عوني عبد الهادي، أحمد حلمي باشا، وراغب النشاشيبي وجمال الحسيني وعبداللطيف صلاح وحسين الخالدي) نفس الوجوه ونفس الممارسة فقد كانوا ممثلين لمرحلة بأكملها فعندما كانت الجماهير تقدم دمها على ساحة الجهاد كانوا هم خارج الساحة يقودون المعركة!! وبعد ستة أشهر من الجوع والقهر والدم جاءوا هم وحلفاؤهم من الزعماء العرب في الممالك العربية (مصر والأردن والسعودية والعراق) ليأمروا الجماهير بوقف المعركة لأن الصديقة بريطانيا ستتفهم مطالبنا في جلسات التفاوض القادمة
        حمل البحث
        http://goo.gl/sR9PU6