اثر استخدام القصص المصورة الناقصة في تحصيل التعبير التحريري في المرحلة الابتدائية

اثر استخدام القصص المصورة الناقصة في تحصيل التعبير التحريري
اثر استخدام القصص المصورة 
أهمية البحث والحاجة اليه:
قال تعالى : وَعلمَ ادامَ الاسماءَ كُلهَاَ(سورة البقرة الاية: 31) لقد خص الله سبحانهُ وتعالى الانسان وميزه عن سائر المخلوقات الاخرى بلغتهِ التي اتاحت لهُ الفرصة لتكوين المجتمع واقامت الحضارات ولولاها لظل بعيداً عن مجتمعه منفصل عن الاخرين لا يدركُ تماماً ما يجري حوله من احداث ولا يسهم فيها بشكل مؤثر وفعال(العزاوي ،1978 :ص11) واللغةُ هي مستودعُ تراث الامةِ وجسرها للعبور من الماضي الى الحاضر ومن الحاضر الى المستقبلِ فهي الخيط الذي ينقلُ تراث الاباء والاجداد الى الابناء والاحفاد(لسيد ،1978 : ص7 )والى هذا اشار (ماكس نوردو) قائلاً: باللغةِ وحدها يندمج الفرد بالمجتمع ويتلقى كل تراث الامة الفكري والشعوري والاخلاقي والاجتماعي المنحدر من قرائح الكتاب والشعراء والمفكرين السالفين منهم والمعاصرين(خلوف ، 1971 : ص129) ولغتنا العربية هي لسان حالنا ووعاء حضارتنا وتراث عزنا وفخرنا حوت حضارتنا وحفظت تاريخنا وهي ما تزال شامخةُ الرأس تنمو وتزدهر في كل يوم وكل حين وهي افضل اللغات واوسعها(السيوطي، 1969: ص321)
بل اقوى اللغات السامية التي شقت بحيوية اهلها طريقها في التاريخ وتمثلت فيها عبقرية الامة العربية ولها ميزةٌ انفردت بها عن سائر اللغات السامية وهي ان غيرها فني وانقرض وبقيت لغتنا خلال القرون وهي محافظة على قوة التعبير والقدرة على التطور والابداع( رمزي،1976:ص143) وحري بنا ان نفخر بها فهي لغة القران فقد وصف القران نفسه بكونه عربياً في اكثر من اية(إ نّا جعلناهُ قُراءناً عَربَيَا لّعلكُم تَعقلُونَ) (سورة الزخرف الاية: 3)قُرءَاناً عَرَبيَا لّقومٍ يَعلمُونَ(سورة فصلت الاية: 3) وَهَذَا لسانٌ عربيٌ مُبينٌ(سورة النحل الاية: 103)وَكَذلِكَ أَوحيناَ إليكَ قُرءَاناً عَربياَ(سورة الشورى الاية: 7) والقران الكريم حفظ لغتنا العربية من الضياع وصانها من الزوال وتلك حقيقة نطق بها بعض الاجانب فالكاتب القاص الفرنسي(جون فيرن) كتب قصة خيالية بناها على ان سياحاً اخترقوا باطن الكرة الارضية ولما وصلوا الى مكان ما في باطنها خطر لهم ان يتركوا هناك اثراً يدل على مبلغ وصولهم فتركوا هناك حجراً نُقشت عليه عبارة باللغة العربية فلما سئل جون فيرن لم اخترت اللغة العربية من بين اللغات السامية اجابَ:لانها لغة المستقبل ولا شك انه سيموت غيرها في حين تبقى هي حية حتى يرفع القران نفسه(السيد،1978:ص10) وقد لمس بعض المستشرقين النواحي الفنية في اللغة العربية التي تدل على احتوائها لبذور الحياة والنمو وفي هذا الصدد يقول المستشرق جب:اول وسيلة يظهر بها تحسس العرب بالجمال نلمسها في اللغة والكلام(السامرائي،1965: ص61) ولغتنا العربية ليست وقفاً على دواوين الشعر وكتب النثر ولكن في كتب التاريخ والجغرافية والطب مثل كُتب الفارابي وابن جرير والمسعودي . ومن الجدير بالذكر ان تسمية اللغة العربية بلغة الضاد نشأت في بغداد ومنها انتقلت الى الاقطار العربية وقد اثبت ذلك الاستاذ الدكتور(ابراهيم انيس) عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة في بحث قدمه الى المجمع عام 1967(الضامن، 1978 : ص32) ويُعد التعبير من اهم فروع اللغة العربية واجدرها بالعناية والتنمية فهو القالب الذي يصب فيه الانسان افكاره ويعبر من خلاله عن مشاعره واحاسيسه(احمد،1982 : ص213) وله اساس قوي بالحياة الاجتماعية وفيه تظهر مقدرة الشخص على اداء المعاني في قالب خلاب من الالفاظ ، والعرب من الامم المعروفة بشغفها بجمال التعبير لذا ظهر منهم قديماً وحديثاً منشؤن كبار. وبسببِ براعتهم في انشاء الكلام ونقده فقد جاء الاعجاز البياني من نواحي الاعجاز في القران الكريم وكان الرسول )صلى الله عليه واله وسلم( مثلاً رائعاً في سداد التفكير وبراعة التصوير وله خطب مأثورة لانت فيها الطباع الفظة واهتدت بها النفوسُ الضالة وقد جاء في اقوال العرب) : انما المرءُ باصغريه قلبهِ ولسانهِ*( اي ان المرء مقيسّ بحسن مشاعره وطيب احساسه وجودة كلامهُ وبيانه(الرحيم،1964 : ص47) وكان المتنبي شديد الاعتزاز بتفوقهِ البياني على منافسيه ويرى ان البيان الفارق الوحيد بين الانسان والقرد وقال: ) يرمون شأوي في الكلام وانما يحاكي الفتى فيما خلا المنطق القرد(البرقوني، 1938 :ص131 ) ولو امعنا النظر في المهارات اللغوية التي يقوم عليها الاتصال اللغوي ) التحدث-الاستماع- القراءة-الكتابة ) نجد ان سائرها تحوي مضامين وحقائق عنصر التعبير، فالتحدث هو التعبير ذاته والكلمتان مترادفتان، فالاستماع لابد ان يكون ملازماً للتعبير فيقال فيسمعُ، و ايضاً القراءة لابد ان تكون ملازمة للتعبير المكتوب يقال يقراءُ. والكتابة:انما هي رموز خطية لتعبير ملفوظ يسجلُ على القراطيس حروفاً وكلماتً واساليب تحوي معاني وافكاراً(سمك،1975 : ص363) ومن هنا يتضح لنا ان التعبير لا تتجدد اهميتهُ في كونه فرعاً من فروع اللغة العربية او وسيلة من وسائل تحقيق الاداء اللغوي السليم انما هو غاية في ذاته وفروع اللغة الاخرى وسائل لتحقيق تلك الغاية. ومقاصد التعبير في الحياة وفاء بمطالب المجتمع تندرج تحت غرضين اساسيين الغرض الاول- التعبير الوظيفي ) وهو التعبير المتعارف عليه بين الناس في تفاهمهم بالامور الحياتية ككتابة التقاريرالوظيفية وكتب المعاملات الرسمية والرسائل وغيرها(. والغرض الثاني التعبير الابداعي )وهو الانشاء الجميل المنبثق عن اطلاع وخبرة والتميز بعمق الفكرة وخصب الخيال واتقان الاسلوب وجودة الصياغة(وزارةالتربية، 1983 :ص34)وللتعبير طريقان اولهما طريق اللسان - التعبير الشفهي وثانيهم طريق البنان -التعبير التحريري).
                        للحصول على الملف من هنا,,,,,
                         https://goo.gl/xSJFLq
شكرا لك ولمرورك