مناحي الحياة في قرية بيت طيما الفلسطينية |
تتميز القرى الفلسطينية على اختلافها بمجموعة من الخصائص والعادات والتقاليد ومناحي المعيشة والحياة التي تجعلها محل اهتمام، فالقرى الفلسطينية قبل الهجرة عام 1948 كانت يتشابك ويتلاحم أبنائها بمجموعة من الروابط والأواصر الأخوية والأسرية والاجتماعية، حيث كانت جميع القرى تشكل تكتل اجتماعي موحد، يشتركون فيما بينهم في الأفراح والأحزان والمناسبات، بل أنهم وقفوا إلى جانب بعضهم البعض في مواجهة المحتل البريطاني والغازي الصهيوني, بل أن هذا الترابط والتآخي كان كفيل بأن يواجهوا مع بعضهم البعض تداعيات الهجرة والتهجير التي ألمت بهم بعد عام 1948، فقد وقف الأغنياء مع الفقراء وميسوري الحال في صورة نموذجية للتكافل والتضامن والصبر والتآخي فأوي بعضهم البعض لفترات طويلة وحرص كل منهم على مصالح الآخر.
ولذا نجد اليوم أن الأجداد والآباء يحرصون على غرس مفاهيم التآخي والتكافل والتضامن في نفوس أبنائهم الذين ترعرعوا بعيداً عن موطنهم الأصلي دون النكران لقطاع غزة الحبيب الذي احتضن أهالي القرى الفلسطينية المهجرة ومنها بيت طيما, فهذه القرية الباسلة والتي احتلت في تاريخ 18/10/1948 وتقع على بعد 21 كيلو متر مربع شمال شرقي قطاع غزة، تعرضت في ذلك التاريخ لهجوم واعتداء مباشر من القوات الصهيونية، أجهزت على بيوت القرية ودمرتها حيث لا يبقى شاهد منها اليوم سوى أنقاض بعض البيوت لتكون شاهد على الهجمة الصهيونية الشرسة. وقد كان سكانها في تلك الفترة والبالغ عددهم 1230 يعيشون مع بعضهم البعض بتآخي ومحبة، كان تميزهم كغيرهم من أهالي القرى الفلسطينية المجاورة، وكان هناك سمات وخصال معينة لطبيعة الحياة والمعيشة في القرية بل أنها ما زالت مستمرة إلى حد ما حتى هذه اللحظة لدى أبنائها المقيمين في قطاع غزة،وهذه الدراسة ستبحث في مناحي الحياة التي كانت سائدة في قرية بيت طيما ما قبل الهجرة في عام 1948 مع التعرف على واقع هذه الحياة لدى لاجئي القرية في قطاع غزة.
حمل
http://goo.gl/W8JUzG