 |
| نظم المعلومات المحاسبية ودورها في الأزمة الاقتصادية العالمية |
الأزمة الاقتصادية الحالية قد غيرت العالم بأكمله، لقد كانت هذه الأزمة كجهاز تنبيه وإنذار لكونها أضخم تلك الأزمات المالية التي مرت على العالم مطلقاً و أشدها كلفة وتأثيرا وأكثرها تعدداً للأسباب التي أدت إلى نشأتها وظهورها على مختلف الصعد.
مما أعطى صانعي القرارات والتعليمات وواضعي السياسات والطرق والنظم والمعايير المحاسبية نوع من التذكير بضرورة الانتباه الجاد والحذر من الوقوع في أخطار جديدة من هذا النوع. فهذه الأزمة لها أسباب عديدة منها اقتصادية وائتمانية ومالية ومحاسبية وإدارية وقانونية وغيرها وجميعها مشتركة أدت إلى حدوث واستفحال هذه الأزمة, لقد أبرزت هذه الأزمة مكامن الضعف والوهن في ممارسة الأعمال وفي التعليمات المالية المطبقة حالياً، فقد تحدت الأزمة المالية الراهنة معتقدات سابقة كانت في أذهاننا بخصوص مبدأ الخطأ والصواب والتي كانت من البديهيات المعتاد قبولها بسهولة، لكن في النهاية سنواجه حكما فيما يخص كيفية معالجتنا لمشاكل هذه الأزمة. النتيجة هي المزيد من النظم المحاسبية المالية المتينة أو القوية والمناسبة لواقع منظمات الأعمال وأسواق رأس المال المتكامل، إضافة إلى الإجراءات الرقابية الأخرى التي يجب أن تتولاها جهات مخولة وحسب النظم السياسية والاقتصادية السائدة, والمحاسبة بشكل عام كان لها مساهمة في ظهور الأزمة المالية العالمية فالمحاسبة كنظام معلومات يتضمن مجموعة من العناصر والمقومات سواء مادية أو بشرية أو فنية أو إجرائية، كان له دور في عرض معلومات مالية مضللة أو غير ذات جودة من منظور الملائمة والموثوقية، مما كان له نتيجة واحدة وهي تضليل الجهات والأطراف المستفيدة من هذه المعلومات وبالتالي اتخاذ قرارات خاطئة من طرفها أثر على الاقتصاد بشكل عام. وقد تمثلت هذه التجاوزات المحاسبية كنظام في قصور في القواعد ومعايير المحاسبية الدولية عن مواكبة المتطلبات والتغيرات العالمية، وتأثير مجموعة من الأطراف الداخلية على العمل المحاسبي مما أدى إلى تضليل قارئ المعلومات المالية، وفقدان المعلومات المحاسبية لعناصر ومتطلبات الجودة، وغياب التأهيل العلمي والمهني للمحاسبين وقدرتهم المحدودة على التحليل والتنبؤ المالي، وفجوة التوقعات وغيرها, ولذا قد حرص الباحث على دراسة الأسباب المحاسبية التي أدت إلى ظهور الأزمة المالية العالمية مع التركيز على ما يتعلق بنظم المعلومات المحاسبية، وذلك لمحاولة إيجاد الحلول المناسب لنقاط القصور وتطوير نظم المعلومات المحاسبية وعلم المحاسبة بشكل عام وجعله أكثر قدرة على مواجهة المستقبل.
حمل
http://goo.gl/psGyWL