الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية |
مقدمة:
منذ سنة 1968 تقود حركة فتح ساحة العمل الوطني الفلسطيني، وسنة 1987 أخذت حركة حماس تقاسمها النفوذ على هذه الساحة. وإذا ما علمنا أن الحركتين كلتاهما قد خرجتا من رحم الإخوان المسلمين (مع إدراكنا أن فتح اتجهت منذ مرحلة مبكرة اتجاهاً علمانياً).
فلعلّنا ندرك إلى أي مدى كان تأثير الإمام حسن البنّا وفكره في العمل للقضية الفلسطينية, لقد حقّق الشيخ البنا ومدرسته ثلاثة نجاحات متميزة قلّما تتحقّق لشخص من الشخصيات أو حركة من الحركات: الأول: نجح البنا في تقديم خطاب إسلامي يتّسم إلى جانب كونه شاملاً وناضجاً بأنه بسيط سهل الفهم؛ وهو ما جعل الخطاب الإسلامي ينطلق من أَسْر الفئات المثقفة والنخبوية (التي ميزت خطابات الأفغاني وعبده ورشيد رضا...) إلى الفئات الشعبية وإلى جميع طبقات المجتمع، والتي أخذت تتبنّاه وتترجمه في سلوكها وحياتها اليومية وممارساتها الاجتماعية ومواقفها السياسية. الثاني: نجح البنا وحركته في تجاوز الخصوصية الإقليمية التي كانت عادة ما تطبع حركات التجديد والإحياء الإسلامية التي سبقته أو عاصرته، كالوهابية في الجزيرة العربية، والمهدية في السودان، والسنوسية في المغرب العربي، والنورسية في تركيا، وماشومي في إندونيسيا، والجماعة الإسلامية في القارة الهندية. ونجح البنا في بناء حركة تتجاوز الإطار الجغرافي المصري، ويتوزع أفرادها على معظم بلدان العالم الإسلامي، وتجمعات المسلمين في المهجر. بل وحقّقت حركته نجاحات كبرى لتصبح أقوى التيارات الشعبية في عدد من البلدان. وفلسطين هي أحد هذه النماذج.
حمل الملف
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء