اتجاهات طلبة الجامعة الإسلامية نحو مشاهدة المسلسلات التركية المدبلجة في الفضائيات العربية

المسلسلات التركية
المسلسلات التركية
مقدمة
أدى تطور وسائل الاتصال بالشكل الذي نشاهده اليوم إلى نشوء ظاهرة الاتصال الجماهيري، التي أصبحت محط أنظار نخبة من الدارسين تعكس اهتمامهم بهذه الوسائل ، وبآثارها الاجتماعية التي تنجم عن اتصال مجموعة من العاملين المدربين الذين يعملون في مؤسسة إعلامية وبين جماهير غفيرة من الناس داخل البلاد أو خارجها, ويقوم الاتصال الجماهيري بدور رئيسي في حياة الإنسان الحديثة ، فعن طريق وسائله التي أصبحت في متناول اليد، يتزود المرء بالمعلومات والأخبار ويستمع إلى الموسيقى والأغاني ويشاهد البرامج والمسلسلات والأفلام، ويقرأ الكتب والمجلات والصحف
لذلك يصعب تخيل الحياة الحديثة بدون وسائل الاتصال، هذه الوسائل التي تصلنا بالعالم القريب والبعيد وأحداثه وتساعد في تنمية معارفنا وقدراتنا, ويعد النصف الثاني من القرن العشرين هو بمثابة مرحلة التحول، حيث شهد قفزة هائلة من ناحية التطورات التكنولوجية في مجال الاتصال بشكل عام ومجال الأقمار الصناعية بشكل خاص، فانتشرت أطباق الاستقبال الهوائية التي تتيح للمشاهد أن يرى عشرات القنوات التلفزيونية المرتدة من القمر الصناعي مباشرة وفي أماكن مختلفة من العالم فيما يعرف بالبث الفضائي المباشر, ولقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماما ملحوظا بالقنوات والشبكات الفضائية على الصعيد العربي بشكل خاص ، وذلك عقب وصول هذه التقنية إلى الدول والأقطار العربية ، حيث بدأت المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة تمتلك هذه التقنية وتتنافس مع بعضها تقنياً وفنياً وسياسياً وثقافياً على جذب الجمهور, ومن المعلوم أن التلفزيون يساهم في تعليم أفراد المجتمع أساليب مختلفة من السلوك الفردي والاجتماعي ويقدم للإنسان المعلومات التي قد لا تتوفر له في حياته العادية وتؤدي دوراً إيجابياً أو سلبياً في عملية التكيف الاجتماعي. وما دام التلفزيون يعمل في إطار ظروف سياسية واجتماعية معينة تسود المجتمع الذي يعمل فيه، فإنه يسعى لترسيخ قيم ومفاهيم معينة أو يعمل على تعديل أو إلغاء بعض القيم والمفاهيم، ويضاف إلى ذلك أن التلفزيون لابد وأن يعمل على تطوير نظم القيم وقواعد السلوك سواء لدى الصغار أو الكبار وذلك في إطار ملاحقة التطور الاجتماعي الذي يحدث في المجتمع, وتجدر الإشارة هنا إلى أن أشكال وقوالب متعددة يستخدمها التلفزيون في عملية بناء شخصية الفرد ونمو المجتمع وازدهاره، إلا أن الأشكال الدرامية التي يقدمها من مسلسلات وأفلام ومسرحيات قد تقوم بدور هام في عملية تكوين السلوك الفردي والاجتماعي في المجتمع، أي أنها تسعى لترسيخ أو إلغاء أو تعديل بعض القيم والمفاهيم الخاصة بالمجتمع، علما أن الدراما التي يقدمها التلفزيون قد تنتج في بيئات مختلفة إلى حد كبير نظمها الاجتماعية والاقتصادية عن النظم المقابلة في المجتمع الذي تعرض فيه، هذا الاختلاف أدى إلى بعد مضامين هذه الدراما عن الموضوعات التي تهم مجتمعاتنا، وترويجها لحياة الاستقلالية وتفتيت الأسر بدس الأفكار المنحرفة وتزيينها للمشاهد حتى تؤتي ثمارها, ومن هذه الدراما المتنوعة الأشكال والأساليب المسلسلات التي لا تخلو العديد من القنوات من عرض كم لا بأس به منها، بلهجات عربية مختلفة، لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن المسلسلات التركية المدبلجة تكتسح هذا المجال، نظراً لقدرتها على جذب فئات كثيرة من الجمهور وخاصة الشباب، ولما تحتويه من قصص وموضوعات جديدة، وأداء فني رائع ومثير، ولكنها على الجانب الآخر تتعارض فيما تقدمه من قيم وعادات وتقاليد مجتمعاتنا الإسلامية، الأمر الذي ترك آثاراً اجتماعيةً وثقافيةً عليها، تجسدت في سلوكيات لدى بعض أفراد المجتمع الذين أقبلوا على مشاهدتها منهم، وأمضوا أوقاتً طويلة في متابعتها، وقاموا بتقليد شخصياتها وأبطالها في الملبس أو الشكل أو طريقة تكوين العلاقات العاطفية.
         حمل البحث
شكرا لك ولمرورك