أثر استخدام الأنشطة اللاصفية على تنمية قدرات تلاميذ المرحلة الابتدائ |
وجهت التربية إلى عهد قريب جل اهتمامها إلى حشو أذهان الطلاب بالمعلومات وحفظ أكبر قدر ممكن منها، وكان الاعتقاد السائد لدى المعلمين إن مكان التربية والتعليم ينحصر في الفصل الدراسي، أما ما يحدث خارج الفصل من نشاط فإنه لون من ألوان اللهو واللعب الذي لا يدخل في مفهوم التعليم بمعناه المحدود وقتذاك.
وهو القراءة والاستماع والحفظ بمعنى أن العملية التعليمية حصرت اهتمامها في تنمية الجانب العقلي لدى الطالب وأهملت تنمية بقية الجوانب الأخرى لديه, أما في الوقت الحاضر فقد أثبتت البحوث التربوية والنفسية أن التلميذ محور هام في عملية التعليم، ومن ثم يجب مراعاة خصائص نموه وكيفية تعلمه واكتسابه الخبرات، و تعد الأنشطة التعليمية سواء الصفية أو غير الصفية مجالاً هاماً من المجالات التربوية التي يمكن من خلالها تنمية قدرات الطلاب الروحية والفكرية والجسدية وكذلك تسهم في تزكية نفوسهم وتهذيب أخلاقهم وزيادة نموهم وتفاعلهم الاجتماعي من خلال ممارستهم للمواقف والخبرات التي يتعرضون إليها أثناء دراستهم (النوح، 2004: ص2), كما أثبتت البحوث التربوية أن النشاط الموجه خارج الفصل مجال تربوي هام لا تقل أهميته بحال من الأحوال عن الدرس داخل الفصل، إذ عن طريق النشاط خارج الفصل يستطيع الطلاب أن يعبروا عن هواياتهم وميولهم ويشبعوا حاجاتهم. وعن طريق النشاط خارج الفصل يستطيع الطلاب أيضاً اكتساب خبرات ومواقف تعليمية يصعب تعلمها داخل الفصل. كما كشفت هذه البحوث عن أن عملية التربية الهادفة يجب أن تكون عملية شاملة لجميع الجوانب الروحية والجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية لدى الطالب, وتبرز أهمية النشاط غير الصفي بما يحققه من أهداف تربوية وبما يتركه من أثر فاعل يفوق أثر التعلم في حجرة الصف، وذلك راجع إلى خصائص النشاط التي لا تتوفر بنفس القدر للمواد الدراسية خاصة عندما يكون الطالب فعالاً في اختيار نوع النشاط ووضع خطة العمل وتنفيذها مما يجعله أكثر حماسة وإقبالاً عليه فيؤدي إلى تعلم أكثر دوماً. وقد أثبتت الدراسات التربوية أن للنشاط، الذي يمارس من خلال جماعات النشاط، تأثيراً إيجابياً على التحصيل العلمي للمواد المتصلة بهذا النشاط (العصيمي، 1991م، ص 140)
حمل البحثأربح 25$ شهريا ً من خلال البحث المجاني
http://goo.gl/8z1d8l