المعلم المتعاون |
المقدمة:-
يرافق التطور السريع الذي يلازم حياتنا متغيرات كثيرة في محاور الحياة جميعاً، أو حتى الخوض في محاور جديدة تتطلب البحث والتعمق، مما يدعو إلى وجود جسم يتعامل مع هذه التغيرات في الواقع الحالي، وأفضل المؤسسات التي يمكن أن تلبي هذه الحاجات هي المؤسسات التربوية ولاسيما الجامعات، لأنها تشكل القوى الأقوى في توظيف هذه المستجدات وتوصيلها إلى المجتمع من خلال خريجيها، إذ يفترض أن توفر أفراداً مؤهلين للعمل في الميادين المختلفة، حتى تسهم في الارتقاء بالمجتمع.
إضافة إلى ذلك هناك التوجيهات الجديدة نحو الجودة الشاملة والتفوق والإبداع والعمل الخلاق، الأمر الذي يؤكد على البدء بالجامعات على اعتباره المدخل لتطور المجتمع لما فيها من أساتذة مؤهلين للقيام بالإشراف بهذه المهمة وطلبة قادرين على الخوض في مهنة التدريس( إبراهيم، 2009: 1 ), وتعد التربية العملية العمود الفقري لبرامج إعداد المعلمين قبل الخدمة في كليات العلوم التربوية، فهي التطبيق العملي لما اكتسبه الطالب من خبرات في المساقات الدراسية المتعددة، كما أنها عصب الإعداد التربوي، لأنها في الواقع تمثل مواجهة معلم المستقبل الأولى لوظيفته الأساسية، والانتقال تدريجياً إلى حيث يتعرف إلى مشكلات مهنته والأخذ بيده إلى التأقلم والتكيف معها، وتمثل التربية العملية نهاية برنامج إعداد المعلمين الذي تتعاون كليات العلوم التربوية والمدارس المتعاونة التي يطبق فيها الطلبة/ المعلمون تدريبهم الميداني على تحقيق البرنامج لأهدافه المبتغاة، وتناط مهمة الإشراف على الطلبة المعلمين وتقويم أدائهم بكل من المشرف الميداني ومدير المدرسة المتعاون والمعلم المتعاون وهؤلاء قد يواجهون صعوبة في الإشراف على الطلبة ومتابعتهم بصورة فاعلة لوجود بعض المشكلات الميدانية( أبو الهيجا، 2003: 188 ),ويتمثل الهدف الأساسي لكليات التربية ومعاهدها في إعداد المعلم المؤهل تربوياً ليقوم بالمسئولية الملقاة على عاتقه في تربية جيل صالح قادر على التكيف مع مجتمع متغير، ويؤكد رجال التربية على أن المعلم يعتبر حجر الزاوية في العملية التربوية، وإن كان يشكل أحد عناصرها لإحداث التغير الشامل في سلوكيات الأفراد للوصول إلى المواطنة الصالحة لخدمة المجتمع ضمن قيمه وتقاليده، ونظراً لكون المعلم العنصر الأكثر تأثيراً في العملية التربوية، فقد أولته النظم التربوية الحديثة اهتماماً بالغاً، يتمثل في أساليب اختياره وبرامج إعداده وتدريبه وذلك انطلاقاً من أن توفر معلماً جيداً يعني في النهاية نظاماً تربوياً ناجحاً( أبو ناهية، 1998: 196), والتعليم مفتاح التطوير حيث لا يمكن التفكير في نوعية التعليم دون وجود معلمين مدربين ومؤهلين أكاديميين، حيث يؤدي المعلم دوراً بالغ الأهمية والخطورة في عملية التعلم والتعليم، ويتعدى دوره ذلك إلى العملية التربوية كلها، ومن ثم إلى عمليات التنشئة الاجتماعية، ومن هنا اعتبرت الأمم مكانة المعلم مكانة رفيعة، فكانت مكانته في التراث العربي الإسلامي مكانة تعبر عن عظيم تقدير الأمة له، كما أنها مكانة مستمدة من العقائد والقيم الدينية ومن الفلسفات التربوية باعتبارها قيماً إنسانية حضارية لا تقتصر على عرق أو جنس أو لون(الأزرق، 1998: 48 ).
للحصول على البحث من هنا,,,,,
https://goo.gl/GzYw4s
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء