العلاقات الإيرانية الفلسطينية

العلاقات الإيرانية الفلسطينية
العلاقات الإيرانية الفلسطينية
إن عامل الجوار الجغرافي هو أحد العوامل المهمة التي تحكم العلاقات العربية الإيرانية وموقع فلسطين في هذه العلاقات وهذا ما جعل السياسيين العرب أن يضعوا إيران ضمن مصطلح (دول الجوار) المحيطة بالوطن العربي, ولكن يوجد هناك عوامل أخرى تحكم هذه العلاقات العربية-الإيرانية هناك روابط تاريخية وإستراتيجية ومصالح مشتركة وتحديات النهوض المعاصر.
وجميع هذه العوامل هو الانتماء إلى حضارة واحدة وهي الحضارة الإسلامية وقد يجري اختصار المصطلح إلى الدائرة الإسلامية وهو المصطلح الذي استخدمه جمال عبد الناصر في كتابه فلسفة الثورة, وفي ضوء حقيقة انتماء كل الوطن العربي وإيران إلى دائرة الحضارة الإسلامية التي شارك في بنائها مسلمون ونصارى ومؤمنون وآخرون, يتحدد مفهمونا للعلاقات العربية الإيرانية, فهي علاقات بين شعوب الأمة العربية والشعوب الإيرانية على الصعيد الشعبي نضع نصب أعيننا المشروع الحضاري لكل منهما بأهداف جمعيها, وهي أهداف متماثلة في جوهرها بحكم الانتماء الواحد الحضاري والظروف المتشابهة, تشمل تحرير الأرض من الاحتلال الأجنبي, ووحدة الأمة والوطن, والشورى والديمقراطية, والتنمية التي توفر الكفاية, والعد الاجتماعي والتجدد الحضاري وهي علاقات على الصعيد الرسمي بين الدول العربية والدول الإيرانية, فرادى ومجتمعين في إطار النظام العربي الذي تمثله جامعة الدول العربية, وفي إطار التجمعات الإقليمية والعربية, حين نتحدث عن علاقات عربية-إيرانية, تتداعى إلى الخاطر دائرة الوطن العربي ودائرة إيران المتجاورتين في العالم الإسلامي ازدهر فيه عمران حضاري إسلامي منذ أربعة عشر قرناً, بعد أن حمل رسالة الإسلام وتمثل حضارات المنطقة في ديار المسلمين الممتدة من الغرب الأقصى على المحيط الأطلسي إلى إقليم سينكيانغ في الصين شرقاً, ومن أواسط آسيا شمالاً إلى أفريقيا المدارية جنوباً, فلسطين في الضمير الشعب لكل عربي وإيراني أرض باركها الله فيها المسجد الأقصى الذي يقترن بالإسراء والمعراج عند المسلم وفيها كنيسة القيامة التي يحج إليها النصارى واليهود والحرم الإبراهيمي ومرابع الأنبياء الذي تؤمن بهم كل الديانات وهي في الذاكرة التاريخية للعربي والإيراني تقترن بأحداث منذ أقدم العصور تهز أوتار القلوب حفظتها روايات قصص الأنبياء منذ الطوفان كما تقترن بأحداث منذ ظهور الإسلام ومنذ احتلال الغزو الفرنجي لبيت المقدس وما حولها ومقاومته بالجهاد, مكاناً خاصاً في الذاكرة التاريخية.
             حمل
             http://goo.gl/c8JVl4