التغيرات التقنية وأثرها على الرضا الوظيفي لدى العاملين في جامعة القدس المفتوحة |
المقدمة
هناك قناعة بأن تنمية إدارة الموارد البشرية يجب أن تمثل الاهتمام الأكبر من جانب الإدارة المعاصرة، لأن العنصر البشري هو الأساس الأقوى والأهم في إنجاح الإدارة وأن نتعرف على البناء التنظيمي لأي منظمة.
كيفية عملها ومميزاتها الاجتماعية تبقى نقطة تثير التساؤل، وتتعلق بالسبب الذي يجعل الأشخاص يفضلون البقاء في هذه المنظمة، حيث أن نجاح أي منظمة يرتبط بنجاح عمالها الذين يشكلون المحور الأساسي في ذلك النجاح، مما يلزم بتوافر عوامل وأسباب تساعدهم على التكيف مع مختلف أبعاد عملهم، وما يتبع هذا التكيف من إشباع للحاجات وإبراز للقدرات والطموحات الشخصية للموظفين وفق هذا المؤشر البسيط ذا الأهمية الكبيرة، فإنه حري بالإدارة في أي تنظيم الاهتمام بنفسية موظفيها بالتركيز على دراسة الرضا الوظيفي الذي أصبح ضرورة حتمية عند القادة ومشرفي الإدارات والمهتمين بالتطوير الإداري في المؤسسة بين فترة وأخرى، ليظل موضوعاً للبحث، وذلك لأسباب متعددة، منها التطور الدائم في التكنولوجيا والتعليم الأكاديمي، وزيادة درجة المنافسة وتأثير ذلك على شعور الموظفين بالرضا الوظيفي وفي سلوكهم في مراحل حياتهم وفقاً للتغيرات في بيئة الأعمال بين فترة لأخرى( عزام، 2000، 379 ),وترتبط فاعلية أي منظمة بكفاءة العنصر البشري وقدرته على العمل ورغبته فيه باعتباره العنصر المؤثر والفعال في استخدام الموارد المادية المتاحة، وتعتمد الإدارة في تعظيم النتائج على ترشيد استخدام الموارد المادية والبشرية المتاحة، وقد يصعب ترشيد استخدام العنصر البشري لتعدد هذا العنصر، وهو الأمر الذي جعل المشكلة الرئيسية التي تواجه الإدارة في أي منظمة هي التعرف على المتغيرات المحددة لهذا العنصر والتي تنعكس على سلوك هؤلاء الأفراد الذين يمثلون قدرة العمل في المنظمة، إن معطيات الرضا الوظيفي هو الشعور بالسعادة، فرضا الفرد عن وظيفته يؤدي إلى الكفاءة الإنتاجية العالية، فالفرد الراضي عن وظيفته أو مهنته يقبل عليها في همة ونشاط ويكون سعيداً بها، مما يزيد من كفاءته الإنتاجية، أما عن الرضا عن المهنة فينتج عن سوء تكيف، ويظهر الكثير من مظاهر الضجر والملل والاستياء والإحباط( عباس، 2003، 175 ),يعتبر الكثيرون الرضا الوظيفي من أهم الاتجاهات المتعلقة بالعمل، ولذا قام العديد من الباحثين والكتاب بدراسته باستمرار، ولا يزال يحظى باهتمام المديرين في مختلف المنظمات والسبب الرئيس لدراسة الرضا الوظيفي هو تزويد المديرين بالآراء والأفكار التي تساعد على تحسين اتجاهات العاملين نحو العمل أو المنظمة أو الرواتب أو الإشراف أو التدريب وغيرها، وكثير من المنظمات تستخدم المسوحات واستطلاعات الرأي لتعريف وقياس اتجاهات العاملين نحو الأمور ذات العلاقة بالعمل والمنظمة وسياستها( حريم، 2004، 98 ),وحين نتطرق لموضوع الرضا الوظيفي فنحن بصدد الحديث عن تصور الفرد تجاه وظيفته، ومدى إشباع هذه الوظيفة لتوقعاته وحاجاته بما يتناسب مع الأداء الذي قام به، حيث إن استمرارية الأداء تعتمد على قناعة العامل ورضاه( الحيدر، 2005، 579 ),وعليه فإن محاولة التعرف على مدى التزام العاملين في جامعة القدس المفتوحة بأداء مسئوليتها في تحقيق مستوى معين من الرضا ليتسنى لهم تقديم خدماتهم للبشرية التي تقدم لها خدماتها، وهنا يحاول الباحث استعراض من خلال رصد اتجاهات الأفراد الموظفين في الجامعة تجاه العوامل المسببة لحالة الرضا أو عدم الرضا وأثرها على الحفاظ على الموارد البشرية في ظل التقدم التكنولوجي مما لها أثر سلبي أو إيجابي على أدائهم لمهامهم، وبنفس درجة التأثير من جهة أخرى على الجامعة فيؤثر على إمكانية تحقيقه لأهدافه أو فشله في تحقيق هذه الأهداف.
حمل البحث
http://goo.gl/NPZ0IM